السبت، 30 مايو 2009

قرأت مؤخرا: وأخيرا استيقظ الدب

هذه المجموعة القصصية الرائعة أثارت في شجونا عديدة أثناء قراءتها، نجح الفارسي وبجدارة في لفت انتباه الإنسان العماني الذي يصعب إثارة انتباهه ليرى في المرآة صورة مختلفة عما ألفه من مجتمعه، حسب رأيي، والاختلاف في الصورة لا يكمن في موضوعها بل في طريقة عرضها وحبكتها وإضافة عناصر الخيال والتشويق والإثارة فيها ما يجعلك تندمج وتسبح في بحر من التأملات أو إن لم أبالغ يجعلك تعيد بعض الحسابات:

المستثمر:
خليل موظف متقاعد، جمع بعد سنين طويلة مبلغا من المال وضعه في البنك حيطة لمقبل الأيام، ولكن تناهى إلى سمعه من صديقه حسن عن فرصة استثمار مربحة يقدمها "البانيان" في ولايتهم "شناص"، وبعد نقاش طويل وأخذ ورد وتفكير، وبعد تهديد من زوجة خليل له أنه إن شارك في الموضوع فإنها ستنسحب إلى بيت أهلها، قرر خليل خلسة دون علم زوجته أن يشارك بكل ماله في هذا الاستثمار.
وهنا تبدأ الحبكة ويبدأ عبدالعزيز الفارسي يصور لك معاناة هذا الشخص العجوز الخائف من فقدان ماله ومن أن يهرب البانيان به، حيث تبدأ تصرفاته تنحو منحى غريبا وبدأ يصاب بالهوس يقضي الأيام والليالي الطويلة مراقبا البانيان من المقهى أو من امام الحصن مهملا أسرته وبيته وحتى صحته حتى سقط مغشيا في يوم من الأيام ولم تمض فترة حتى أصيب بالتجلط ومات!!!

قصة رائعة بكل ما للكلمة من معنى.
وهكذا معظم قصص الكتاب يسلك فيها كاتبنا المسلك الدرامي والفكاهي أحيانا جامعا المعاناة مع السخرية في قالب رائع ينم عن مقدرة متميزة أنصح الجميع بقراءة الكتاب، وقد أقدم لاحقا ملخصا عن باقي القصص.

السبت، 16 مايو 2009

سأكتب حتى يعود الجميل



سأكتب
وأظل أكتب
حتى ينزف قلمي ماءً
يغور في رحم المستحيل
ثم أنفخ فيه من روحي
لتنبت قصيدةٌ زمردية
تتناسل منها نطف آمالي
لتحيا في سماء الحلم الأكبر
وتطير في رحابها الواسعة
وتشب في الهضاب الخضراء
فراشةً بعيدة المنال

سأكتب
من غزل روحي أنسجة
تعوم نوافذها في الهواء الحر
وتتشرب خيوطها بالماء المجلوب
من ينابيع الكرامة
وحينها
سأنشرها فوق سماء الحياة
لأعصر مكنوناتها على
الأرض الدامعة
لتلتقي المياه
على أمر قد قدر
سأكتب
حتى يعود الجميل المفقود
في صحاري تيهنا
إلى ديارنا المتعفنة بهواء القبح،
حتى يعود مرة أخرى
إلينا
طفلا بريئا يمسح
لحية رجل عجوز
بسعادة
دون أن يدرك أنه عما قريب
سيفارق الحياة
ليعود إليها
سأكتب رضا وقسرا
لا ألوي شيئا
ولا أرى أمامي إلا
نفقا طويلا مظلما
ممتلئا بالأشواك
وممتدا إلى القارة البعيدة
التي نزحت عنا
أو نحن الذين دفعناها
لا أحد يعترف
لكني سأكتب لأبني
من الأرواح المتنافرة جسرا
سأكتب وأظل أكتب

الثلاثاء، 12 مايو 2009

جبل شمس

هذه محاولة بسيطة لترجمة قصيدة للشاعر أحمد العبري إلى اللغة الإنجليزية، أتمنى أن تنال إعجابكم، وأن أتلقى تعليقاتكم

أرى جبلا نديا بالضيافة
بقمته ارى شمسا مضافة
أرى في سفحه الحمراء تروي
حكايا الورد إذ مل التفافه
ذروني في مرابعها وليدا
أنال بحضنها أحلى ارتشافة
فنهر مد في بصري ضفافا
يذكرني بجسر والرصافة
يمر بي النسيم والخفايا
يحدثني بأسرار اللطافة
كأني إذ غرفت به شرابا
كبستاني يناولني قطافه
ورب أخ سقاك بفضل جود
تعلم من سواقيه الضيافة


الترجمة:

Jabal Shames is a generous mountain,
renowned by its hospitality.
In the summit, the sun itself is its guest.
In the bottom, Al Hamra'a
is narrating tales of roses.
And, I wish to be a child
playing in its grounds, and
sipping a sweet mouthful from
its wide rivers.
When I am there,
I am surrounded by the breeze
telling me its secrets,
and a gardener
is handing me over
the fruit of his generosity.

السبت، 2 مايو 2009

حلة بني غدانة

حلة بني غدانة هي القرية التي نشأت أنا وعائلتي فيها، إحدى القرى الجميلة في ولاية السويق، التي تحيط بها مزارع النخيل الحية منها والميتة، توجد في ولاية السويق عدة مناطق تعرف باسم الخضراء، منها خضراء الساحل وخضراء آل بورشيد، وخضراء آل سعد وهي أكبرهن وأكثرهن نفوذا في السابق لكون آل سعد هم الشيوخ في معظم التجمعات السكنية في ولاية السويق، وحلة بني غدانة هي إحدى الحلل التابعة لخضراء آل سعد بالإضافة إلى حلة السوابع والعابية (تعني الأرض الفضاء)، وغيرها من الحلل، ورغم أننا من قبيلة السوابع إلا أن أبا جدي حميد انتقل للعيش في حلة بني غدانة والتي تعرف سابقا بحلة الغدانات، وغيرت لأسباب يعرفها أهل القبيلة.
تقع حلة بني غدانة مباشرة غرب دوار الخضراء المبني حديثا، يحدها من الجنوب الشارع العام، ومن الشمال شريط من المزارع يمتد إلى القرى الساحلية (الرديدة وخضراء آل بورشيد)، ومن الغرب حلة المخطم التابعة لخضراء آل بورشيد، ومن الشرق شعبة (واد صغير) تفصل بينها وبين حلة السوابع، ورغم أن هذا التقسيم غير دقيق ومتداخل مع عوامل جغرافية وسكانية أخرى، إلا أنه يعطي صورة عامة عن المكان.
إن بدأنا في وصف الحلة من الزوايا ومنها إلى المركز، فسنجد أن الزاوية الشرقية الجنوبية تحتلها مزارع وبيوت ومحلات لبعض الأسر من قبيلة الغدانيين، مع وجود بعض البيوت المؤجرة لوافدين من جنسيات مختلفة، وإن عرجت متقصيا الحدود الجنوبية حتى تصل إلى الزاوية الجنوبية الغربية، فستمر على سلسلة من المحلات والأحواش التي يملكها أهل الحلة، مع بروز البنايات الحديثة في الآونة الأخيرة، وأما في الزواية الغربية الجنوبية فهناك عيادة طبية وبيوت ومزارع للغدانيين أيضا، ولكن إن دخلت قليلا متجها نحو مركز الحلة، فستمر على تكتل من البيوت لأسر من قبيلة المساعيد، وبعض البيوت لأسر من قبيلة آل سعد.
أما في الزاوية الغربية الشمالية فتوجد بيوت عديدة لأسر متقاربة في النسب من قبيلة الرواجح وبيت من قبيلة الغافري وبيت لسعديين، وتحيط بهم مزارعهم، وأما في الزاوية الشرقية الشمالية فتوجد حلبة المناطح والتي تستخدم في مناطحة الثيران، ومكان نسميه: الزمط، وهو عبارة عن أعمدة نخيل ركبت أعلى بئر ماء، وعلق على الأعمدة عجلة يطلق عليها المنجور، ويتصل بالمنجور حبل أحد طرفيه مربوط بقربة الماء التي في البئر والطرف الآخر في أيدي الحاضرين من أهالي القرية والذين يقومون بسحب ذلك الحبل ليصدر المنجور سلسلة من الأصوات المتغايرة من منجور إلى آخر، ولا أدري ما هي الأسس المعتمدة، لكن المناجير تباع بأسعار مختلفة حسب قوة وحدة الأصوات التي تصدرها، وكان يوجد في القرية نجار متخصص في صناعة هذه المناجير.
(إضافة تاريخ 15-9-2010) حسب الفاضل علي الغداني فإن حدود الحلة تمتد جنوبا إلى خط الغاز (قديما) ولكن حاليا لا يوجد هناك سوى مقبرة الحلة وبعض المزارع والأراضي الفضاء، رغم أن هناك منازل حديثة بدأت حاليا بالظهور.
ويوجد في الحلة مسجدين، مسجد في الغرب ومسجد في الشرق، كل مسجد يسير شؤونه أسرة غدانية تنحدر من جد مختلف، وكان والدي -رحمه الله- يعمل إماما في المسجد الغربي لأربعين عاما، ثم عمل إمام في المسجد الشرقي والذي يصلى فيه الجمعة لبقية حياته.
وأما الناحية الشمالية فليس هناك إلا المزارع المتصلة المعتمدة على نظام الري التقليدي: الطويان (الآبار) والسواقي، مع ظهور بعض نظم الزراعة الحديثة في الآونة الأخيرة، وحسب تقديراتي الجغرافية فإن منزلنا نحن إحدى العائلتين السابعيتين الوحيدتين هناك يقع في مركز القرية، فالطريق التي تخترق القرية من الشرق إلى الغرب، تتقاطع في منتصفها مع منتصف الطريق التي تخترق القرية من الشمال إلى الجنوب خلف منزلنا مباشرة، وهذه معلومة جغرافية بحتة، لا تحمل أية إيحاءات ضمنية.