الأربعاء، 9 مارس 2011

هل الخوف سيد الموقف الآن؟

من ملاحظتي لمجريات الأمور في بلدنا الحبيبة رأيت أن عددا لا بأس به من الناس متوجس وخائف من شيء ما، وتوجسه وخوفه يقوده إلى التصرف (غالبا) بسرعة ودون تفكير عميق، مما ينتج عنه أقوال وأفعال غير محسوبة ومجهول نتائجها، المشكلة العويصة على الحل لأي مراقب أن معظم أفراد هذه المجموعة الخائفة كل فرد منهم يهاجم أمرا عاما فيه تفاصيل كثيرة ويدافع عن أمر عام فيه تفاصيل كثيرة، والمشكلة الأشد استعصاء أن ليس جميع تفاصيل ما يدافع عنه المدافعون أو يهاجمه المهاجمون يستحق الدفاع أو يستدعي الهجوم، وما يزيد الطين بلة أن هؤلاء الناس ،وهم ليسوا غالبية المجتمع، بدأوا ينقسمون إلى طوائف ويصر كل فريق على تميزه عن الفريق الآخر وأنه هو المستأثر بالصواب، ومن ملاحظتي أيضا أن عددا لا بأس منهم لا يمتلك أبسط مهارات الحوار فهو يسكت خصمه ويسخر منه ويشتمه ولا يستمع إليه جيدا، وأيضا مما لا يخفى على أي متابع أن عددا منهم لا يفقه شيئا البتة عن الأمر الذي حشر الدنيا لأجله.

ولأكون منصفا هناك أيضا عدد لا بأس به يفقهون ما يقولون، ويدركون ما يفعلون، وهم على وعي تام بقضيتهم ولديهم أخلاق رفيعة في التعامل الآخر، ولكنني أرى – وقد أكون مخطئا – أن هذا الفريق ليسوا الأغلبية، لذا أدعوهم إلى مواصلة مشوارهم والله يحفظهم ولكني في هذا المقال سأحاول أن أركز على الفئة الأولى، فإلى كل شخص خائف من الأحداث الجارية في بلدنا الحبيبة عمان ويشعر بالرهبة تسري في قلبه، وتتملكه الرغبة في أن يهب دفاعا عن وطنه، أو تتملكه الحماسة للمساهمة في تغيير مستقبله أسألك أن تقف لحظة بسيطة وتسأل نفسك هذا السؤال: ما هو بالضبط الشيء الذي أنت خائف من خسرانه؟ أو متوجس من حدوثه؟ اجلس مع نفسك وفكر مليا في هذا السؤال.

وقبل أن تجيب أحب أن أذكرك أن الشخص الخائف والمتوجس هو شخص متوتر وقلق ومشحون عاطفيا وذلك لوحده مشكلة عظيمة فكيف إذا اقترنت تلك الصفات بكون الشخص جاهل بتفاصيل ما يحدث من حوله كأنه يمشي في ليلة ظلماء لا يرى ما أمامه، وبكون الطريق أمامه مليء بالحفر ولم يجهز نفسه مسبقا لسلوك مثل هذا الطريق، إذن فالفرصة أن يرتكب مثل هذا الشخص خطأ فادحا كبيرة جدا وورادة إلى أبعد الحدود. فمن هذا المنبر أدعو الجميع إلى التأني ولا بأس بالرجوع إلى الخلف قليلا للتزود بالعدة الضرورية لسلوك هذا الطريق.

إلى الخائفين من المجهول خوفكم منطقي لكن لا يمكنكم المكث فيه لفترة طويلة حتى لو شعرتم بالراحة لا بد أن تفتتوا هذا المجهول في أقرب فرصة بالمعرفة الصحيحة المكتسبة بعقولكم السليمة وليست المزروعة في أدمغتكم زرعا. اكتسبوا المعرفة بأن تروا بأعينكم لا بأن تسمعوا أنصاف الحقائق، واكتسبوا بالمعرفة بالاستماع الحسن بقلوبكم لا بتركيب مرشحات على آذانكم لتستقبلوا ما تحبون وتتجاهلوا ما تكرهون ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، اكتسبوا المعرفة هداكم الله بالإنصات التام إلى الرأي والرأي الآخر والمقارنة والتقريب والتحليل والفهم.

إلى الخائفين من التغيير خوفكم معروفة أسبابه، لكن لا بد أن تتخلصوا منه بالمساهمة في هذا التغيير والتأكد من مساره ومن أن جميع الخطوات والإجراءات الضرورية قد تم اتخاذها، لأنه قادم شئتم أم أبيتم ولا تكتفوا بالنعيق من بعيد وتهويل الناس.

إلى الخائفين من الفتنة، أقول لهم: تأكدوا من شيء واحد فقط: أنها لا تبدأ منكم، ففتنة من يحاول أن يفتعل فتنة لا وجود لها، أشد خطرا ممن يغذي فتنة موجودة وكلاهما لا بد من محاربتهما.

إلى من يخاف من الحوار: انظر وتأمل واقرأ وافهم جيدا ثم اصدح بما تراه حقا، فإنك لن تستطيع أن تخرس من رزقه الله لسانا.

إلى الخائفين من نوايا إخوانهم: قاتلكم الله أنى تؤفكون، متى ولجتم إلى قلوب الناس وقد جعلها الله صناديق موصدة؟؟

لأجل عمان أفضل، ندوس على كرامتنا، ونتجاوز جميع مخاوفنا، ونحكم عقولنا في جميع تصرفاتنا

الأحد، 6 مارس 2011

الاعتصامات وحدها لا تكفي

كان للاعتصامات الجارية حاليا في عمان آثارا كبيرا لم تكن لتقع ضمن توقعات جميع المراقبين والمتابعين، والشكر واجب للشباب وجميع محبي الوطن على صحوتهم ونهضتهم من سباتهم، والدعوة موصولة لمواصلة المسير وعدم اليأس، فالخير قادم، وأفضل ما يقدمه المرء في حياته فرصة لنفسه ولمن حوله لتغيير حياته وحياتهم للأفضل.

ولكن هذه الاعتصامات وحدها لا تكفي، واستمرارها بالطريقة الحالية لا تكفي، لا بد أولا من تطوير هذه الاعتصامات لتكون أحسن تنظيما وأكثر جذبا وأقوى تأثيرا، ولا بد ثانيا من استخدام طرق أخرى جديدة وإبداعية غير الاعتصامات والمسيرات والكتابة هنا وهناك.

بعض النقاط التي أراها مهمة لنجاح الاعتصامات العمانية:

1- لا بد من توحيد وتحديد المطالب بصورة واضحة ومنطقية وقابلة للتطبيق.

2- لا بد من تشكيل لجنة وبصورة سريعة لتنظم الاعتصامات على مستوى السلطنة لتتبنى نفس الأهداف، وليتم التنسيق فيما بينها وتبادل الأفكار والخبرات، ولا بد من التقاء منظمي الاعتصامات في مختلف الولايات ولو عن طريق الهاتف ليؤازروا بعضهم بعضا وليتبادلوا الأفكار وليؤكدوا على سلمية الاعتصامات وشرعيتها، وليتخذوا موقفا أكثر توحدا من الصورة الحالية.

3- من الأفضل أن لا تكون الاعتصامات في مكان واحد طول الوقت، بل عليها أن تتخذ مركزا رئيسا تنطلق منه اعتصامات أخرى في أماكن قريبة، فمثلا المركز الرئيسي للاعتصامات في مسقط يكون أمام مجلس الشورى، لكن أقترح عليهم أن يرسلوا مجموعات من الأشخاص مكونة من 40 إلى 50ى شخصا ليعتصموا في أماكن حيوية أخرى (أمام المجمعات التجارية و الوزارات والأماكن التي يقصدها الناس) وتكون هدف هذه التجمعات الصغيرة جذب مزيد من الناس وتوعيتهم بهدف هذه الاعتصامات، وإبلاغ المركز الرئيسي بأي تطورات قد تساعد من موقفهم.

4- يجب على المعتصمين أن لا يسخطوا أي شريحة من شرائح الشعب التي لا دخل لها في المطالب التي يطالبون بها، فعليهم أن لا يغلقوا الطرقات وأن لا يثيروا الشغب وأن لا يبدأوا الهجوم أو السباب على أي أحد كان، وأن يتخذوا مبدأ الحوار دائما وأبدا. ويبتعدوا عن السخرية والشماتة جتى من الذين ظلموهم أو أخطأوا إليهم.

5- على المعتصمين أن يروجوا لأنفسهم بصورة حسنة وعلى كل معتصم أن يدعو أقاربه أو أصدقائه ليعينونه أو ليجلسوا مكانه إن هو أراد الخروج.

ولا بد من التفكير في طرق أخرى بالإضافة إلى الاعتصامات لإيصال صوت الشعب إلى الحكومة بصورة أقوى من الصورة الحالية، فما زالت هناك بعض التوجهات لإسكات هذه الاعتصامات قبل الرضوخ لكافة مطالبها الشرعية والمعقولة.

من الطرق التي تحضرني والتي يمكن استخدامها:

1- الرسائل القصيرة المنظمة والموحدة والتي تنشر أهداف هذه الاعتصامات ونتائجها بين الناس، أقترح على كل لجنة تنظم اعتصاما أن تحث الحاضرين على كتابة رسالة موحدة تشجع الناس على تأييد الاعتصامات السلمية بأي طريقة كانت ولا يلزم بالحضور وإرسالها إلى أكبر قدر ممكن.

2- إجراء مقابلات فيديو مع منظمين الاعتصامات والمشاركين فيها ومع أي مسؤول أو شخصية مهمة في البلد يمكن مقابلتها ونشر الفيديو في المواقع الالكترونية.

3- على المعتصمين أن يضيفوا إلى مطالبهم إجراء مقابلات علنية مع الوزراء أو المسؤولين لمناقشتهم ومعرفة وجهة نظرهم وذلك له فوائد كثيرة على الأقل إما أن يقتنع الوزير أو المسؤول بوجهة نظر المعتصمين ويغير من سياسته أو أن يزيد رصيد المعتصمين من التأييد الشعبي

هذا ما يحضرني الآن وإن واتتني أفكار جديدة فسأرفعها لاحقا