الأربعاء، 13 يوليو 2011

يوم انكسرت دلة القهوة (قصة قصيرة ) باللهجة السويقية

ملاحظة: أهل السويق في بعض الكلمات يقلبون الجيم الياء، فجر = فير، فعشان تفهموا القصة استخدموا مخيلتكم لاكتشاف هذه الكلمات، والقاف دائما تنطق مجهورة مثل قاف البدو أو قريبة من قاف اليمنين، ولا يوجد لها علامة كتابية مميزة، وليس صائبا أن تكتب جيما، وهناك الكثير من التسكين والإمالة في بداية الكلمات وفي أواسطها، يالله أتمنى القصة تعجبكم


صديقي ياسم السويقي يحكي لي قصته ويقول:

كان عمريه بس عشر سنوات، وكنا ناهضين من غباش الله خير، فير، الدنيي بعدهي ظلام، ما شي قمر، ولا شي نيوم، شي ضحة برتغالية من صوب الشرق، بس بعدك ما تروم تشوف قدامك، طول الليل ما راقدين، مجمع الكهرب منبطة فيوزاته، أون فيران ماكلات الوايرات، تعدّم الأكل كله وما حصلن غير وايرات ياكلنهن، والدياكة من كثر ايمانهن يصيحن من الساعة ثلاث، يصيحن مرة من فوادهن، كنه حد ضاربنهن بخيزرانن حمرا، إخوانيه بعدهم راقدين هذيك الرقدة الغاوية، حد هافس البرنوص هفاس مسوله حركة غلق الرجلين شروا مال المصارعة مال هوقن، والبرنوص يستغيث، وحد مطبق ريوله في اليدار، واللي راقد مع الدريشة حصلته مع الباب، أما أني وحديه ما رمت أنام، رحت أون أتوضا وأتجهز للصلاة، مطوع من يوم صغير، أوكد ذاك اليوم يوم أبويه معلمنيه الصلاة، أوكد كنت ياي مداور في الحارة بفانيلة وهاف وقاليه خلا تعال المسيد معايه، ما سالته ليش، رحت كذاك لا متسبح ولا متوضي ورْكَعيه كلهن برا، المهم اني تعلمت الصلاة بسرعة حتى أبويه كان فرحان، يقوليه انته ما تعبتنيه في الصلاة مثل اخوانك.

انزين، فذيك الليلة النحيسة، وأني ماشي أدّهْدَر صوب الحمام خطفت صوب المطبخ بالغلط، ودعمت دلة القهوة وطيحتهي من الليوان الفوقي لين الصبّية تحت، وانكسرت وانسكبت القهوة في الأرض، وذيك الساعة أُمْيه ميهزتنهي، والحين أبويه بيرجع من المسيد وبيسأل عن القهوة، وبينازع اميه وبتطيح فوق راسيه، وبحصل كم سوط على طول ظهريه، وبروح المدرسة أصيح وأحك ظهريه في كل يدران الحارة، وبوصل هناك أتشهق وعيونيه حمرا وبيضحكون عليه رباعتيه ... من هوه اللي ييلس هنيه؟؟ وسيده ركيض صوب الباب الخلفي مال زرب الهوش ، وأشرد من البيت.

ركضت لين وصلت الحارة الغربية، وعاد الشمس طالعة فوق، والاولاد ذيك الساعة طالعين من بيوتهم ورايحين المدرسة شرقا وأني أتسحب ومنزل راسيه وأمشي مغرب حادر، حادر مغرب، لييين وصلت النخلان، نخلان قديمة محد فيهن غير الكلاب، وكنّي يوم صغار نخاف ندخلهن، لكن ذيك اليوم يلست أوازن بين عقفا الوالد والكلاب، قلت فِ راسيه الكلاب أرحم، ودخلت أمشي شويّة شويّة، وأتلفت يمين ويسار، وبعد شوية طلعْ ليه كلب أصفر هزيل، يوم شفته ضحكت قلت هذيه ما يخوف، وأتناوش م لارض حطبة عودة، وأركض بهي صوب الكلب واني أصرخ أون أريد أخوفه، ويطلع كلب أسود غيره من ورا نخلة طايحة، الظاهر سمع صراخيه، بعدين طلع ثالث ورابع وخامس ويلسيت أعدهن لين وصلن أربع وعشرين، كلهن هزال، لكن من هوه؟؟ وَ ور الحطبة من يدينيه وخطّف ركض، ركضت صدق مِالخاطر، وغبْت ما عرفت عمريه هين، ويلست أدور وأدور لين عادت الساعة عشر، و كنت يوعان وتعبان وخيفان وما أعرف الدرب هين، واقول حال عمريه ليش شاقي عمرك كذاك، خلا ارجع البيت وخذلك كم سوط على ظهرك، بيعورك شوية وبعدين بترتاح، أحسن عن هذي التِنَهْييلة، بس هين الدرب ويلست أحوط فذيك الشمس، وفذيك النخلان، ويهيه صار أسود وحلط، ويدينيه تشمخت من كثر شوك السمر، من هين ما تروح تحصله، وثيابيه كلهن شبوْ وخيوط عنكبوت، ونعاليه انقصت.

وأني فذيك الحالة، شفت حد فوق سيكل ياي صوبيه، قلت حال عمريه يا لْفرج! واستغربت يوم شفت عميه فوق سيكل هنود، وفرحت داخليه قلت أكيد يالسين يدورون عنيه، وقف قربْيه ولا سلام ولا كلام، قاليه كيف حصلت الياعدة؟، فكيت حلقيه، وقلت كيف أي ياعدة؟ قال ياعدة شردت اليوم فير، حد نسى باب الحوش مفتوح، كيف ما شفتهي؟ الحين أني نكست راسيه ف الارض، خليت عمريه أفكر، قلت أني فاتح باب الهوش، وابويه عيب اليوم غبني فيهي: أول دلة القهوة والحين الياعدة، خلاص بروح أشريْ ليه كفن، بس قلت هذي فرصة إذا أني حصلت الياعدة يمكن يفرحون وينسون سواتيه الشينة، قلت حال عميه، لا ما شفت الياعدة خلا ندور عليهي في حضارني، وركبت فوق السلة الخلفية كانيه يالس فوق حصان ريول عليمين وريول عليسار، ورحني نداور فالنخلان، وعميه مطير مرة، وعاد كني على لفة وهو حنى بالسيكل وايد ودخلت ريوليه اليمين داخل السيم مال تاير السيكل، وأطيح من فوق السيكل وأدربغ فالتراب راسيه فالارض وريوليه متعلقة فوق ف سيمات التاير، يا عميه وخلانيه فوق كرسي السيكل ودف السيكل لين البيت، وأني أبغ من فواديه، ريوليه كلهي دم، وشطفة لحم متعلقة تحت اليوزة، والعظم ينشاف من برع، وأني أصيح وأسب دلة القهوة.

ويوم عدت في البيت، كلهم أبويه وأميه واخوانيه تولفوا حوليه، وشفتهم مهتمين، ويسألون عميه هيش استوى، ويطيحوا فيه نزاعة، يعني فرحت شوية وخفت عنيه الهمة، شوية ريحان وشوية ديتول ولفاف والأمور تمام، خلونيه وحديه في الصالة أراوح، بعد ساعة يا أبويه ويلس قرب راسيه، ويلس يحكي ليه قصته يوم صغير كف كسر دلة القهوة وربطته عمته في الغافة العودة وضربته لين قال بس، لكن من ذيك اليوم صار ريال وما ياله طاح شي من يدينه مرة ثانية، لكن أولاد اليوم ما يزيدهم الضرب غير عناد، وقام وقال الياعدة ردت البيت، وأني رحت السوق وشريت دلة قهوة ثانية، كل هذيه ما مشكلة، لكن يوم تخف ريولك تريى منيه سبع سيطان على ظهرك، صرخت: حاليش ابويه التوبة ما اعيدهي مرة ثانية، قال ما عشان الدلة والياعدة، قلت: عشان ويش؟؟ قال: الحين عمرك عشر سنين واليوم ما صليت الفجر.

الاثنين، 6 يونيو 2011

الواقع والمفترض

الواقع صعب ، والمفترض تخطي هذه الصعاب


الواقع معقد، والمفترض حل هذه العقد


الواقع تفوح منه روائح الفساد، والمفترض مكافحة هذا الفساد


الواقع يحتاج إلى عمل ضخم، والمفترض إنجاز هذا العمل الضخم الواقع يفتقر وبشدة إلى العمل المنظم،والمفترض السعي بشدة إلى تنظيم الجهود


الواقع تسيطر عليه الأنا والأنانية، والمفترض الاتحاد مع الآخر وتقديم التضحيات


الواقع تسيطر عليه فئة قليلة، والمفترض إقبال الجميع على المشاركة الإيجابية


الواقع ابتلي بفئة باكية شاكية لا تنش ولا تهش، والمفترض إقلال البكاء والكلام، وإنجاز المهام


الواقع انتشرت فيه أكلة لحوم إخوانها، والمفترض غض النظر عن عيوب الغير والاهتمام بعيوب الذات


الواقع أن الكل في حالة هجوم ودفاع، والمفترض أن يكون الكل في حالة بناء وتقدم


الواقع فيه فرص لا محدودة ومهدرة، والمفترض عدم ترك هذه الفرص على قارعة الطريق

الواقع يملكه غيرنا، والمفترض أن نملكه أنفسنا


الواقع يحدده لنا غيرنا، والمفترض أن نحدده نحن أنفسنا

الواقع أننا ننال الفتات، والمفترض أن تنتشر العدالة والمساواة

الواقع أننا ظلمنا أنفسنا، والمفترض أن لا يرتفع هذا الظلم عنا حتى نرفعه نحن بأنفسنا عن أنفسنا

الواقع ما ذكرته، والمفترض ما سنفعله

الأربعاء، 9 مارس 2011

هل الخوف سيد الموقف الآن؟

من ملاحظتي لمجريات الأمور في بلدنا الحبيبة رأيت أن عددا لا بأس به من الناس متوجس وخائف من شيء ما، وتوجسه وخوفه يقوده إلى التصرف (غالبا) بسرعة ودون تفكير عميق، مما ينتج عنه أقوال وأفعال غير محسوبة ومجهول نتائجها، المشكلة العويصة على الحل لأي مراقب أن معظم أفراد هذه المجموعة الخائفة كل فرد منهم يهاجم أمرا عاما فيه تفاصيل كثيرة ويدافع عن أمر عام فيه تفاصيل كثيرة، والمشكلة الأشد استعصاء أن ليس جميع تفاصيل ما يدافع عنه المدافعون أو يهاجمه المهاجمون يستحق الدفاع أو يستدعي الهجوم، وما يزيد الطين بلة أن هؤلاء الناس ،وهم ليسوا غالبية المجتمع، بدأوا ينقسمون إلى طوائف ويصر كل فريق على تميزه عن الفريق الآخر وأنه هو المستأثر بالصواب، ومن ملاحظتي أيضا أن عددا لا بأس منهم لا يمتلك أبسط مهارات الحوار فهو يسكت خصمه ويسخر منه ويشتمه ولا يستمع إليه جيدا، وأيضا مما لا يخفى على أي متابع أن عددا منهم لا يفقه شيئا البتة عن الأمر الذي حشر الدنيا لأجله.

ولأكون منصفا هناك أيضا عدد لا بأس به يفقهون ما يقولون، ويدركون ما يفعلون، وهم على وعي تام بقضيتهم ولديهم أخلاق رفيعة في التعامل الآخر، ولكنني أرى – وقد أكون مخطئا – أن هذا الفريق ليسوا الأغلبية، لذا أدعوهم إلى مواصلة مشوارهم والله يحفظهم ولكني في هذا المقال سأحاول أن أركز على الفئة الأولى، فإلى كل شخص خائف من الأحداث الجارية في بلدنا الحبيبة عمان ويشعر بالرهبة تسري في قلبه، وتتملكه الرغبة في أن يهب دفاعا عن وطنه، أو تتملكه الحماسة للمساهمة في تغيير مستقبله أسألك أن تقف لحظة بسيطة وتسأل نفسك هذا السؤال: ما هو بالضبط الشيء الذي أنت خائف من خسرانه؟ أو متوجس من حدوثه؟ اجلس مع نفسك وفكر مليا في هذا السؤال.

وقبل أن تجيب أحب أن أذكرك أن الشخص الخائف والمتوجس هو شخص متوتر وقلق ومشحون عاطفيا وذلك لوحده مشكلة عظيمة فكيف إذا اقترنت تلك الصفات بكون الشخص جاهل بتفاصيل ما يحدث من حوله كأنه يمشي في ليلة ظلماء لا يرى ما أمامه، وبكون الطريق أمامه مليء بالحفر ولم يجهز نفسه مسبقا لسلوك مثل هذا الطريق، إذن فالفرصة أن يرتكب مثل هذا الشخص خطأ فادحا كبيرة جدا وورادة إلى أبعد الحدود. فمن هذا المنبر أدعو الجميع إلى التأني ولا بأس بالرجوع إلى الخلف قليلا للتزود بالعدة الضرورية لسلوك هذا الطريق.

إلى الخائفين من المجهول خوفكم منطقي لكن لا يمكنكم المكث فيه لفترة طويلة حتى لو شعرتم بالراحة لا بد أن تفتتوا هذا المجهول في أقرب فرصة بالمعرفة الصحيحة المكتسبة بعقولكم السليمة وليست المزروعة في أدمغتكم زرعا. اكتسبوا المعرفة بأن تروا بأعينكم لا بأن تسمعوا أنصاف الحقائق، واكتسبوا بالمعرفة بالاستماع الحسن بقلوبكم لا بتركيب مرشحات على آذانكم لتستقبلوا ما تحبون وتتجاهلوا ما تكرهون ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، اكتسبوا المعرفة هداكم الله بالإنصات التام إلى الرأي والرأي الآخر والمقارنة والتقريب والتحليل والفهم.

إلى الخائفين من التغيير خوفكم معروفة أسبابه، لكن لا بد أن تتخلصوا منه بالمساهمة في هذا التغيير والتأكد من مساره ومن أن جميع الخطوات والإجراءات الضرورية قد تم اتخاذها، لأنه قادم شئتم أم أبيتم ولا تكتفوا بالنعيق من بعيد وتهويل الناس.

إلى الخائفين من الفتنة، أقول لهم: تأكدوا من شيء واحد فقط: أنها لا تبدأ منكم، ففتنة من يحاول أن يفتعل فتنة لا وجود لها، أشد خطرا ممن يغذي فتنة موجودة وكلاهما لا بد من محاربتهما.

إلى من يخاف من الحوار: انظر وتأمل واقرأ وافهم جيدا ثم اصدح بما تراه حقا، فإنك لن تستطيع أن تخرس من رزقه الله لسانا.

إلى الخائفين من نوايا إخوانهم: قاتلكم الله أنى تؤفكون، متى ولجتم إلى قلوب الناس وقد جعلها الله صناديق موصدة؟؟

لأجل عمان أفضل، ندوس على كرامتنا، ونتجاوز جميع مخاوفنا، ونحكم عقولنا في جميع تصرفاتنا

الأحد، 6 مارس 2011

الاعتصامات وحدها لا تكفي

كان للاعتصامات الجارية حاليا في عمان آثارا كبيرا لم تكن لتقع ضمن توقعات جميع المراقبين والمتابعين، والشكر واجب للشباب وجميع محبي الوطن على صحوتهم ونهضتهم من سباتهم، والدعوة موصولة لمواصلة المسير وعدم اليأس، فالخير قادم، وأفضل ما يقدمه المرء في حياته فرصة لنفسه ولمن حوله لتغيير حياته وحياتهم للأفضل.

ولكن هذه الاعتصامات وحدها لا تكفي، واستمرارها بالطريقة الحالية لا تكفي، لا بد أولا من تطوير هذه الاعتصامات لتكون أحسن تنظيما وأكثر جذبا وأقوى تأثيرا، ولا بد ثانيا من استخدام طرق أخرى جديدة وإبداعية غير الاعتصامات والمسيرات والكتابة هنا وهناك.

بعض النقاط التي أراها مهمة لنجاح الاعتصامات العمانية:

1- لا بد من توحيد وتحديد المطالب بصورة واضحة ومنطقية وقابلة للتطبيق.

2- لا بد من تشكيل لجنة وبصورة سريعة لتنظم الاعتصامات على مستوى السلطنة لتتبنى نفس الأهداف، وليتم التنسيق فيما بينها وتبادل الأفكار والخبرات، ولا بد من التقاء منظمي الاعتصامات في مختلف الولايات ولو عن طريق الهاتف ليؤازروا بعضهم بعضا وليتبادلوا الأفكار وليؤكدوا على سلمية الاعتصامات وشرعيتها، وليتخذوا موقفا أكثر توحدا من الصورة الحالية.

3- من الأفضل أن لا تكون الاعتصامات في مكان واحد طول الوقت، بل عليها أن تتخذ مركزا رئيسا تنطلق منه اعتصامات أخرى في أماكن قريبة، فمثلا المركز الرئيسي للاعتصامات في مسقط يكون أمام مجلس الشورى، لكن أقترح عليهم أن يرسلوا مجموعات من الأشخاص مكونة من 40 إلى 50ى شخصا ليعتصموا في أماكن حيوية أخرى (أمام المجمعات التجارية و الوزارات والأماكن التي يقصدها الناس) وتكون هدف هذه التجمعات الصغيرة جذب مزيد من الناس وتوعيتهم بهدف هذه الاعتصامات، وإبلاغ المركز الرئيسي بأي تطورات قد تساعد من موقفهم.

4- يجب على المعتصمين أن لا يسخطوا أي شريحة من شرائح الشعب التي لا دخل لها في المطالب التي يطالبون بها، فعليهم أن لا يغلقوا الطرقات وأن لا يثيروا الشغب وأن لا يبدأوا الهجوم أو السباب على أي أحد كان، وأن يتخذوا مبدأ الحوار دائما وأبدا. ويبتعدوا عن السخرية والشماتة جتى من الذين ظلموهم أو أخطأوا إليهم.

5- على المعتصمين أن يروجوا لأنفسهم بصورة حسنة وعلى كل معتصم أن يدعو أقاربه أو أصدقائه ليعينونه أو ليجلسوا مكانه إن هو أراد الخروج.

ولا بد من التفكير في طرق أخرى بالإضافة إلى الاعتصامات لإيصال صوت الشعب إلى الحكومة بصورة أقوى من الصورة الحالية، فما زالت هناك بعض التوجهات لإسكات هذه الاعتصامات قبل الرضوخ لكافة مطالبها الشرعية والمعقولة.

من الطرق التي تحضرني والتي يمكن استخدامها:

1- الرسائل القصيرة المنظمة والموحدة والتي تنشر أهداف هذه الاعتصامات ونتائجها بين الناس، أقترح على كل لجنة تنظم اعتصاما أن تحث الحاضرين على كتابة رسالة موحدة تشجع الناس على تأييد الاعتصامات السلمية بأي طريقة كانت ولا يلزم بالحضور وإرسالها إلى أكبر قدر ممكن.

2- إجراء مقابلات فيديو مع منظمين الاعتصامات والمشاركين فيها ومع أي مسؤول أو شخصية مهمة في البلد يمكن مقابلتها ونشر الفيديو في المواقع الالكترونية.

3- على المعتصمين أن يضيفوا إلى مطالبهم إجراء مقابلات علنية مع الوزراء أو المسؤولين لمناقشتهم ومعرفة وجهة نظرهم وذلك له فوائد كثيرة على الأقل إما أن يقتنع الوزير أو المسؤول بوجهة نظر المعتصمين ويغير من سياسته أو أن يزيد رصيد المعتصمين من التأييد الشعبي

هذا ما يحضرني الآن وإن واتتني أفكار جديدة فسأرفعها لاحقا

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

تساؤلات ونداء

مما قرأته وتابعته واطلعت عليه وسمعته بنفسي أو سمعت عنه حول الأحداث الجارية في الساحة العمانية والعربية أرى أناسا كثر يركضون من أناسا كثر وأخرون كثر يحاول كل واحد منهم أن يحتكر زاوية بعيدة عن الآخر، وكأن الآخر قد أصاب بالجذام أو الطاعون، أرى كثيرين يينون حقائقهم وصوابهم بسرعة جنونية ويحتكرونها لأنفسهم: لا يسمحون لغيرهم بأن يحسنها لهم، ولا يسمحون له بأن يأخذ بجزئية منها فإما أن يقبلها كلها وإلا فهو عدو لدود

لماذا هذا التسرع في التطرف؟ لماذا هذا الصلف والعناد؟ أين ذهبت الأريحية؟ أين ذهبت المرونة؟ أين ذهبت الحكمة؟ أين ذهب الفهم والحزم والعزم؟

لماذا يتكاسل البعض عن القراءة والإطلاع على جميع الآراء؟ ويقرأ فقط ما يحب، لماذا يردد البعض كالببغاء ما يقال له دون أن يفكر بنفسه ويتحقق ويتأكد؟ لماذا يرسل غيره ليرى الحقيقة بينما كان يمكنه بنفسه أن يراها؟ لماذا يتهاون آخرون في اتخاذ آرائهم الخاصة؟ لماذا يتبعون سياسة التطنيش والتجاهل والعيش تحت الرادار والرضا بالمقسوم؟ لماذا رضوا بالجهل سيدا وبالتقاعس مرتعا وبالخذلان والرضوخ منهجا ومسلكا وموئلا؟

لماذا لا يشد البعض على يد الشباب؟ لم يحطم طموحاتهم وأحلامهم بمثالياته الزائفة؟ ولم بعض الشباب يتهرب من مسؤولياته ويلقي بنفسه تحت عجلة البحث عن وظيفة والزواج؟ متى كان ذاك له الأولوية على بناء الشخصية الفاعلة المتطورة؟ ما الذي سيحققه بنفسيته المهزومة بعد أن يتوظف ويتزوج؟

لم يصر البعض على النقد الجارح الهدام، وكيل السباب والشتام؟ في أي حقبة من حقب التاريخ كان ذاك ناجحا؟ ولم يسخر هذا الشخص نفسه ويقلل من قدر أي شخص يحاول أن يكتشف طريقة للتغيير؟ لم لا يعينه بإخلاص أو يرشده إلى خطأه بأدب أو يبتعد عن طريقه؟ لم البعض يعرقل البعض الآخر ويعثره؟ لم البعض مهووس يتتبع الأخطاء والعثرات أكثر من البناء والتغيير؟

في النهاية أقول وكل الحق في ما أقول، هناك ألف طريقة حكيمة لتغيير الأحوال وكلها لا تتضمن السب والشتم والعداء والتهجم، وكلها تحتاج إلى توحيد صف وتخطيط مستمر وعمل دائب وصبر طويل.

أبناء وطني العزيز: مهما كانت الخلافات بينكم كبيرة في الآراء، لا تكرهوا بعضكم بعضا ولا تحقدوا على الآخر وتقاربوا فيما بينكم وكونوا عباد الله إخوانا