الخميس، 23 أبريل 2009

عزام على الفاضي !!

التقيت صدفة بزميلي الذي لم أره منذ فترة طويلة، ودخلنا في زوبعة من التراحيب العمانية المختلفة والأسئلة المتنوعة عن العلوم والأخبار والأحوال، وبعد أن هدأنا قليلا، وبدأت وتيرة الحديث بالانخفاض مؤذنة برغبة صاحبنا في الرحيل، قال لي كما كان أي عماني آخر في موقفه سيقول: تفضل أخي معنا، سنفطر معا (كان الوقت رمضان)، ولأني لم أحدد المسجد الذي سأفطر فيه ذلك اليوم، (نكتة !) رأيت أن هذا السؤال فرصة لا تعوض، فقلت له مباشرة ودون تردد: تمام، لا توجد عندي أي التزامات، فتوسعت مقلتا صاحبي، وحدق في لبرهة، وتلعثم قائلا: أن..أنا أنا آسف، عندي التزام مهم حاليا، لا أبد أن أرجع أختي إلى البيت، فتلعثمت أنا أكثر: لا بأس أخي، مرة أخرى، ولم تأتي المرة الأخرى، بل أظنه لن يدعو أحدا بعد ذلك إلا إن تأكد أنه قادر على استضافته في ذلك الوقت.
ولملم صديقي نفسه بسرعة وانصرف، وقلت في نفسي: تو مو هذي الحالة.

والذي يرفع الضغط، أولئك الذين تبذل جهدك لترضيهم بأن تأكل لحد التخمة من موائدهم، وهم يصرون على أن تأكل المزيد، ويدفعون ذلك الدفع الشديد المبالغ فيه، لتأكل ولو على حد السيف، لدرجة أنك تقسم أنك لن تزورهم مرة أخرى، ولكنك مرة أخرى تزورهم، هذا أمر نفسي لا طاقة لي بتفسيره.

وبعد ارتفاع أسعار المشروبات الغازية من 100 بيسة إلى 150 بيسة، كنت في مقهى، واشتريت مشروبا وأعطيت البائع مئتين بيسة، ولم يرجع لي خمسين، بل أعطاني كيسة بطاطس عمان، فقلت في نفسي: ماذا أفعل بها؟، ورأيت جنبي طفلة لا تتجاوز السنتين يحملها والدها، فقربت البطاطس منها أريد أن أعطيها، فانتزعتها من يدي قبل أن أنطق بكلمة، وجمت للحظة، ولكن غمرتني سعادة، لا أدري سببها، ربما شعوري أن الجيل القادم سيترك هذا العزام على الفاضي.

هناك 3 تعليقات:

  1. ههههههههههه .. موه على بالك .. الجيل الجاي .. قادم بقوة وبه [سنق] أيضا ..

    أكثر عملية من الجيل السابق ..

    ردحذف
  2. يا ليت يا أحمد يصير الوضع مثلما وصفت!

    بصراحة.. هذه عادات سخيفة وتستهلك من الشخص دمه وماءه وتشطفه شطفاً وتنتف له شعره وترمي به بلا معين !

    وأستغرب هذه "المعازمة" عند العمانين! يعازمون ويحلفون أن تأتي معهم وهم في داخلهم موقنون أنك سترفض والصدمة حين تقبل وتوافق!

    ردحذف