الثلاثاء، 8 فبراير 2011

تساؤلات ونداء

مما قرأته وتابعته واطلعت عليه وسمعته بنفسي أو سمعت عنه حول الأحداث الجارية في الساحة العمانية والعربية أرى أناسا كثر يركضون من أناسا كثر وأخرون كثر يحاول كل واحد منهم أن يحتكر زاوية بعيدة عن الآخر، وكأن الآخر قد أصاب بالجذام أو الطاعون، أرى كثيرين يينون حقائقهم وصوابهم بسرعة جنونية ويحتكرونها لأنفسهم: لا يسمحون لغيرهم بأن يحسنها لهم، ولا يسمحون له بأن يأخذ بجزئية منها فإما أن يقبلها كلها وإلا فهو عدو لدود

لماذا هذا التسرع في التطرف؟ لماذا هذا الصلف والعناد؟ أين ذهبت الأريحية؟ أين ذهبت المرونة؟ أين ذهبت الحكمة؟ أين ذهب الفهم والحزم والعزم؟

لماذا يتكاسل البعض عن القراءة والإطلاع على جميع الآراء؟ ويقرأ فقط ما يحب، لماذا يردد البعض كالببغاء ما يقال له دون أن يفكر بنفسه ويتحقق ويتأكد؟ لماذا يرسل غيره ليرى الحقيقة بينما كان يمكنه بنفسه أن يراها؟ لماذا يتهاون آخرون في اتخاذ آرائهم الخاصة؟ لماذا يتبعون سياسة التطنيش والتجاهل والعيش تحت الرادار والرضا بالمقسوم؟ لماذا رضوا بالجهل سيدا وبالتقاعس مرتعا وبالخذلان والرضوخ منهجا ومسلكا وموئلا؟

لماذا لا يشد البعض على يد الشباب؟ لم يحطم طموحاتهم وأحلامهم بمثالياته الزائفة؟ ولم بعض الشباب يتهرب من مسؤولياته ويلقي بنفسه تحت عجلة البحث عن وظيفة والزواج؟ متى كان ذاك له الأولوية على بناء الشخصية الفاعلة المتطورة؟ ما الذي سيحققه بنفسيته المهزومة بعد أن يتوظف ويتزوج؟

لم يصر البعض على النقد الجارح الهدام، وكيل السباب والشتام؟ في أي حقبة من حقب التاريخ كان ذاك ناجحا؟ ولم يسخر هذا الشخص نفسه ويقلل من قدر أي شخص يحاول أن يكتشف طريقة للتغيير؟ لم لا يعينه بإخلاص أو يرشده إلى خطأه بأدب أو يبتعد عن طريقه؟ لم البعض يعرقل البعض الآخر ويعثره؟ لم البعض مهووس يتتبع الأخطاء والعثرات أكثر من البناء والتغيير؟

في النهاية أقول وكل الحق في ما أقول، هناك ألف طريقة حكيمة لتغيير الأحوال وكلها لا تتضمن السب والشتم والعداء والتهجم، وكلها تحتاج إلى توحيد صف وتخطيط مستمر وعمل دائب وصبر طويل.

أبناء وطني العزيز: مهما كانت الخلافات بينكم كبيرة في الآراء، لا تكرهوا بعضكم بعضا ولا تحقدوا على الآخر وتقاربوا فيما بينكم وكونوا عباد الله إخوانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق